.post-9293 .entry-title{color: }dir="rtl" lang="ar"> كيف أوجعت خطبة عرفة وخطيبها الإخوان وأذنابهم؟ – مدونة رابطة العالم الإسلامي
Site icon مدونة رابطة العالم الإسلامي

كيف أوجعت خطبة عرفة وخطيبها الإخوان وأذنابهم؟

 

رسالة قوية وجهها الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، خلال خطبة عرفة، حول كيفية مواجهة مؤامرات الجاهلين والمغرضين والمدلسين.

رسالة جاءت بعد حملة أكاذيب ضارية من تنظيم “الإخوان” الإرهابي وأذنابه استهدفت العيسى وجهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن بالأكاذيب والافتراءات.

وباعتلاء الشيخ محمد بن عبدالكريم العيسى منبر مسجد نمرة وإلقائه خطبة عرفة، تكون السعودية انتصرت للوسطية والتسامح، ووجهت صفعة قوية لجماعة “الإخوان”.

ومن فوق منبر عرفة، صدحت كلمات الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى بالحق لبيان سلوك المسلم في مواجهة مؤامرات المغرضين، لتوجع جماعة الإخوان وأذنابها.

تحذير هام

يقول الشيخ العيسى: “المسلم لا يلتفت لجاهل ولا لمغرض ولا لعائق، مستصحباً قول الله تعالى: ( وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغوَ أَعرَضُواْ عَنهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعمَلُنَا وَلَكُم أَعمَالُكُم سَلَامٌ عَلَيكُ لَا نَبتَغِي ٱلجَاهِلِينَ)”.

ويحذر المسلم من “أن منازلة أولئك تسهم في إعلاء ذكرهم، ونجاح مشروعهم، وهو ما يسعدون به”.

وأردف الشيخ العيسى “بل إن الكثير منهم يعول عليه، غير أن مخاطر التدليس يتم كشفها، مثلما يتم التصدي للإساءة البينة، وكل ذلك يساق بحكمة الإسلام”.

وسعيا منه لدحض محاولات الإخوان وأذنابهم لبثت الفرقة بين المسلمين في يوم عرفة، الذي يعد أفضل أيام الله، أكد الشيخ العيسى “أن من قيم الإسلام البعد عن كل ما يؤدي إلى التنافر والبغضاء والفرقة وأن يسود تعاملاتنا التواد والتراحم”.

وبين أن “هذه القيم محسوبة في طليعة معاني الاعتصام بحبل الله حيث يقول جل وعلا: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) والوحدة والأخوة والتعاون تمثل السياج الآمن في حفظ كيان الأمة وتماسكه، وحسن التعامل مع الآخرين”.

ودعا حجاج بيت الله، والمسلمون في كل مكان إلى “تقوى الله تعالى فإنها خير الزاد”.

كما أوصاهم بالمسارعة في فعل الخير، وبين أن من المسارعة في الخير “الحرص على امتثال قيم الإسلام التي صاغت سلوك المسلم فهذبته خير تهذيب، وكان يتحلى بها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على ما وصفه ربه جل وعلا: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وهو عليه الصلاة والسلام القائل: ((إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً))”.

وشدد على أهمية حسن الخلق “في مواجهة الجهل والسفه، حيث يقول سبحانه: (خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ ٱلجَاهِلِينَ)، كما قال سبحانه: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ) والمعنى: احذر أن يأخذوك إلى سجال المهاترة وتبعاتها”.

وأعاد التركيز على قيم الإسلام الداعية للتعايش والتسامح، قائلا إن “التشريع الإسلامي سما بإنسانيته التي لا تزدوج معاييرها، ولا تتبدل مبادؤها فأحب الخير للجميع وألف قلوبهم”.

وبين أن “من تلك القيم انتشر نور الإسلام، فبلغ العالمين في أرجاء المعمورة، حيث تتابع على تبليغ هذا الخير رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأثمر هذا الهدي الرشيد أتباعاً مهديين، سلكوا جادة الإسلام”.

وشدد على أن مسؤولية أهل العلم “التصدي للمفاهيم الخاطئة والمغلوطة عن الإسلام”.

صفعة قوية

بإلقاء الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى خطبة عرفة تكون السعودية انتصرت للوسطية والتسامح، ووجهت صفعة قوية لجماعة “الإخوان” ونظرائها، بعد أن كشف مؤامراتهم، ودحض افتراءاتهم، ومحاولتهم تشويه رموز الدين الإسلامي، والإساءة للدين عبر مفاهيم مغلوطة.

ويعد منبر عرفة أبرز رسالة دينية سنوية توجّه من أقدس بقاع الأرض إلى العالم، وهو منبر رسالة السلام والمحبة والتسامح، التي تنطلق من منبع الرسالة المحمدية إلى جميع دول وشعوب العالم، وهو ما جسده الشيخ العيسى في خطبته الشاملة.

وبمجرد الإعلان عن تكليف الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بإلقاء خطبة عرفة، شن أنصار الجماعات الإرهابية وعلى رأسها “الإخوان” و”داعش” و”القاعدة” حملة أكاذيب وافتراءات ضارية ضده.

حملة تضمنت تحريضا وتشويها وقلبا للحقائق في محاولة إخوانية واضحة لتشويه صورة الشيخ محمد العيسى.

حملة أفرغوا خلالها حنقهم بكل لفظ استباحي بل وتكفيري بحق الشيخ العيسى، عبر هاشتاق أطلقوه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تحت اسم “#أنزلوا_العيسى_من_المنبر”.

ويعود استهداف الشيخ العيسى بتلك الحملات، ومن بينها الحملة الأخيرة، لعدة أسباب أبرزها، قيادته منذ سنوات حملة لتصحيح الصورة النمطية عن الإسلام من خلال جولاته المكوكية في العديد من دول العالم سواء في البرامج والفعاليات والخطب الدينية التي يلقيها حول العالم، نجح خلالها بالفعل في ترويج لخطاب “وسطي معتدل” أظهر سماحة الإسلام ونقاءه ودعوته للتسامح والسلام.

ثاني تلك الأسباب جهود الشيخ العيسى الرائدة لكشف حقيقة تنظيم الإخوان الإرهابي ومؤامراته حول العالم، الأمر الذي جعل تلك الجماعة الإرهابية تناصبه العداء.

ثالث تلك الأسباب هو أن الحملة التي تستهدف العيسى تأتي ضمن محاولات الإخوان المستمرة للتشويش على جهود السعودية لخدمة ضيوف الرحمن.

وألقى الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى خطبة عرفة من مسجد نمرة اليوم الجمعة، في رسالة تؤكد من خلالها السعودية انتصارها لقيم الوسطية والتسامح، وتوجه صفعة قوية لتنظيم الإخوان الإرهابي.

سيرة مضيئة

ويتوج إلقاء الشيخ محمد العيسى خطبة عرفة، اليوم، رحلة طويلة قضاها إمامًا وخطيباً على منابر الجُمع باتساع خارطة التواجد الإسلامي حول العالم.

ومن أبرز أقواله في خطبه: “المسلم الحق هو من يؤلف القلوب ويجمع ولا يفرق،.. المسلم الحق من يحسن تبليغ رسالة الإسلام للعالمين”.

وفي خطبة أخرى، أكد أهمية تطبيق “الإسلام المنفتح والمتسامح والمتعايش مع الجميع بدون استثناء”.

كان الدكتور العيسى، عُيّن في 13 أبريل 2007 نائباً لرئيس ديوان المظالم، ووزيراً للعدل خلال الفترة بين 14 فبراير 2009، و30 يناير 2015، كما عُيّن في 30 مارس 2012 رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء، فمستشاراً بالديوان الملكي.

واختاره مجلس وزراء العدل العرب في 27 نوفمبر 2012 رئيساً فخرياً، ونال منصب المشرف على مركز الحرب الفكرية العالمي لوزارة الدفاع في 23 ديسمبرل 2015.

وعُيّن في 13 أغسطس 2016 أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي، ورئيساً للهيئة العالميّة للعلماء المسلمين، وعضواً بهيئة كبار العلماء السعودية في 3 ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.

ومع مطلع عام 2017 أصبح مشرفاً عاماً على مركز الملك سلمان للسلام العالمي بماليزيا، واختير رئيساً لرابطة الجامعات الإسلامية في 2019. كما سبق أن انضم لعضوية هيئة التدريس في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود، والمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة.

وقدّم الدكتور العيسى محاضرات داخل السعودية وخارجها، عن الفقه الإسلامي ونظرياته القضائية.

وسبق تكريمه من عدد من الدول والهيئات والمؤسسات حول العالم نظير جهوده في إبراز الصورة الحقيقية للإسلام، وتعزيز قيم الوسطيّة والتعايش والسلام، والوئام بين أتباع الأديان والثقافات، ونضاله المؤثر في مكافحة الكراهية، ونشر الاعتدال.

 

Exit mobile version