يتعرض الداعية الكبير الشيخ محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، لحملة تشويه وهجوم شرس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أخيرًا، عقب الإعلان عن اختياره للخطبة والصلاة في يوم عرفة.
ودشن ناشطون وسماً بعنوان ”#انزلوا_العيسي_من_المنبر“ أعربوا من خلاله عن انتقادهم للداعية وطالبوا بعدم تكليفه بخطبة يوم عرفة، مبررين ذلك بمعارضتهم لمواقفه وآرائه في بعض القضايا المتعلقة بالتعايش والتسامح الديني.
ووصلت الانتقادات من بعض المغردين إلى حد مطالبة الحجاج بعدم الصلاة خلف الشيخ محمد العيسى، والاكتفاء بالصلاة في الخيام، مع مناداة البعض بعدم حضور خطبة يوم عرفة كونه ليس من شروط الحج، على حد زعم البعض.
لكن طيفا واسعا من المعلقين انبرى للدفاع عن الداعية السعودي عضو هيئة كبار علماء المسلمين السعودية، مطالبين بعدم التعرض للرموز الإسلامية وعدم بث الفرقة ونشر الفتن بين المسلمين في مثل هذه الشعائر المقدسة والظروف الراهنة التي يمر بها الإسلام، حسب قول البعض.
وقال المحامي والكاتب السعودي عبدالرحمن اللاحم معلقا ”معركتنا مع التطرف والارهاب طويلة وشاقة، اقتلاع جذور الإرهاب والتطرف المتأصلة منذ عقود من الزمن تحتاج مقاتلين أشاوس يجابهونه ومنظريه بشجاعة دون خوف من القطيع المغيب… معالي الدكتور محمد العيسى أحدهم … لذا هم يناشقون بحرارة في هذا الهاشتاق“.
وكان اللاحم أشاد باختيار العيسى في تغريدة سابقة قال فيها ”خبر عظيم تكليف معالي الدكتور الشيخ محمد العيسى بإلقاء خطبة عرفة على مسمع الملايين من الحجاج ومئات الملايين عبر الشاشات.
العيسى شخصية إسلامية مستنيرة، جعل من رابطة العالم الإسلامي منارة لنشر ثقافة التعايش ونبذ التطرف أيًّا كان مصدره. العالم الإسلامي بحاجة لقامات فكرية مثل العيسى“.
الإعلامي السعودي عضوان الأحمري اتهم الإخوان بشن الحملة على العيسى قائلا ”الحملة على الشيخ محمد العيسى بعد إعلان أنه سيكون خطيبا في يوم عرفة حملة إخوانية متطرفة بامتياز. المتطرفون مختبئون بأقنعة مختلفة، ومسميات متعددة. يستغلون الفرص لتجربة بث السم ثم يتوارون عن الأنظار. في أدبيات إرهاب الإخوان، لحوم من يعارضهم غير مسمومة ولحوم شيوخهم مسمومة تقتل منتقدهم“.
الأكاديمي والسياسي تركي الحمد علق قائلا ”المهم أنه في السعودية الجديدة المتجددة، لا صوت يعلو على صوت التحديث وقيم التسامح والتنوير، فقافلة المستقبل في طريقها تسير“.
الكاتبة هيلة المشوح ألقت باللوم على الإخوان في الحملة التي وصفتها بأنها ”ممنهجة“ ضد الشيخ العيسى، قائلة ”هجوم ممنهج من الحزب الإخواني وما خرج من عباءته من تنظيمات داعشية وقاعدية توجه سهامها نحو المملكة كلما أثبتت أنها على منهج الاعتدال والوسطية، والهجوم على رمز الاعتدال معالي الدكتور محمد العيسى بعض من تلك الحملات التي لن تنتهي إلا بانتهاء الإرهاب والفكر المتطرف المغذي له“.
وقال المغرد خالد الشبيلي ”هاشتاق معاد ومليء بالحقد على بلادنا يتبناه الإخونجيه الماكرون ، وكلنا نثق بقيادتنا ومن تختاره لهذه المهمة الجليلة، فلا نهتم بهراء هؤلاء المرتزقة“.
المغرد عبدالوهاب بن فهد علق قائلا ”يعارض السفله وقوف الشيخ العيسى في منبر عرفات ليس كرهًا له.. بل كرهًا للسعودية وعلمائها… ولو كان الأمر بيدهم لرشحوا ممثل خامنئي ليخطب بالمسلمين.. خسئتم وخسئت مساعيكم!!“
المغرد مشعل العتيبي دافع عن العيسى قائلا ”هذا الأسد سوف يعتلي منبر #مسجد_نمره ليزأر بصوت الاعتدال والتسامح في يوم عرفة.. حفظك الله ياشيخ“.
وغرد فهد ديباجي قائلا:
نجح الشيخ #محمد_العيسى وفشل الإخوان والخونة والمرتزقة ومن في قلوبهم مرض ..
يذكر أن الدكتور العيسى ولد في المملكة العربية السعودية، يوم الـ10 من يونيو من العام 1965، وأصبح وزيرًا للعدل، بتاريخ الـ14 من شهر فبراير للعام 2009، وفي العام نفسه صدر أمر ملكي بتعيينه مستشارًا بالديوان الملكي بمرتبة وزير، واختير لاحقًا أمينًا عامًا لرابطة العالم الإسلامي.
وقام الدكتور العيسى بإصلاحاتٍ في القضاء السعودي، وتبنى مشروع تقنين الأحكام القضائية، وشهد عهده في وزارة العدل إصدار أول رخصة محاماة للمرأة السعودية.
وعُرف العيسى بمواقفة الداعمة لنبذ التطرف وضرورة التعايش بين الأديان وتبنى دعوة الجاليات الإسلامية في البلدان غير الإسلامية إلى احترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها، وأن تكون مطالبتهم بخصوصياتهم الدينية وفق القوانين وبالطرق السلمية، وأن عليهم احترام القرار النهائي الذي يفصل في مطالبتهم سواء أكان تشريعيًّا أم قضائيًّا.