نشر الإعلامي عادل خميس الزهراني، مقالا فى صحيفة المدينة، فى العدد رقم 21513 بتاريخ الخميس 28 أبريل 2022 تحت عنوان: حول طاولة مستديرة في سحور رابطة العالم الإسلامي.. هذا نصه:
وجدت نفسي قبل أيام أتشارك طاولة مستديرة مع مجموعة من الأصدقاء؛ كانت المناسبة سحوراً رمضانياً، نظمته وكالة الاتصال المؤسسي برابطة العالم الإسلامي، ودعت إليه عدداً من قيادات المؤسسات الإعلامية، ونخبةً من المثقفين وكتاب الرأي، تجديداً للعهد، واستمراراً للتواصل في خدمة العمل الإسلامي الدولي.
جمعتني الطاولة بالأصدقاء هاشم الجحدلي، وصالح بوقري، وأحمد عدنان، وهاني الظاهري، والدكتورة هناء حجازي، والدكتور حمود أبو طالب، بالإضافة إلى حسن المصطفى؛ المثقف والباحث الجميل.. وحولنا كان زملاء وزميلات أخر، اجتمعوا بدعوة الرابطة، وكان صديقُ الصحافة العريق عبدالله الطياري -أحد مهندسي اللقاء- حريصاً على توفير كل سبل الراحة لضيوف الرابطة.
جددنا العهد، وضحكنا كثيراً؛ كانت جلسة رائقة بالفعل، في ليلة رمضانية ساحرة، وكان المكان فخماً، والسحور كذلك.. عبده خال اختار أن يأكل سحوره وحيداً في طاولة مستقلة؛ نسي المثل: (اللي ياكل لوحده يزور)، أو تناسى.. لكنه «يزور» ولله الحمد.
شدتني الروح الجميلة بين أعضاء الفريق، أعني المسؤولين في الرابطة، وجوه شابة وواعدة، مؤمنة برسالتها التي تؤديها، وعلى قدر من الوعي بالمستجدات الحديثة.
كان عبدالوهاب الشهري، وكيل الاتصال المؤسسي بالرابطة، والإعلامي المعروف، بشوشاً مضيافاً، رحب بالجميع، وعرج في كلمته على جهود الرابطة وأهدافها المستقبلية.. متواضعاً وذكياً كما بدا لي؛ يشكر الزملاء، وينسب الحق لأصحابه، ويقدر الجهد المبذول.. مقدم الحفل كان مالك الروقي، ولمالك حضوره المنبري الجميل، فلا عجب أن يترك بصمته على الليلة، وأثره على الحضور.
وحضر الفن كذلك؛ وهذا بعد رائع، ورسالة ضمنية تقدمها المؤسسة.. الفن نافذة مهمة نطل بها على العالم، ويطل العالم بها علينا؛ نافذة جذابة.. حضرت الموسيقى، وحضر الرسم بالرمل، قدمت لنا شابة سعودية موهوبة فقرةً تضم عرضاً للرسم بالرمل، لوحاتٍ تحمل رسائل عن دور الرابطة في هذا العالم الذي يعج بالحروب والفقر والمرض، وهنا يكون للرابطة دور مركزي مؤثر.. كانت فقرة الرسم بالرمل جميلة مؤثرة، وصاحبتها خلفية موسيقية، استحقت تصفيق الحضور وإعجابهم. ورابطة العالم الإسلامي مؤسسة عريقة تؤدي دوراً مهماً وحساساً كما نعلم جميعاً؛ تسعى للتعريف بالإسلام وبيان حقائقه وقيمه السمحة، ولترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال في وعي الأمة المسلمة، كما تبذل الجهود الممكنة في علاج وحل قضايا الأمة المسلمة، ودفع عوامل النزاع والشقاق، وتعنى بالتواصل الحضاري ونشر ثقافة الحوار، عبر المنافذ المختلفة، وأهمها بطبيعة الحال موسم الحج، وذلك بإتاحة الفرصة لاجتماع العلماء والمثقفين ومسؤولي المنظمات لتقديم الحلول العلمية لرفع مستوى المسلمين في العالم.. كما تعطي الرابطة اهتماماً خاصاً بالأقليات المسلمة وقضاياها، والتواصل معها لعلاج المشكلات التي تواجهها.
جاء سحورنا متزامناً مع حفل رمضاني تقيمه الرابطة في جنوب إفريقيا، وشاهدنا جزءاً حياً من الحفل، حيث معالي أمين الرابطة الدكتور محمد العيسى.. كان طفل إفريقي يلقي كلمته بعربية لذيذة، يشكر فيها الرابطة، وأمينها، ويتحدث عن طموحاته وطموحات أقرانه.. كان في كلمته الكثير والكثير من الامتنان.
ولم تخل الليلة طبعاً من مقاطع مصورة تتحدث عن جهود الرابطة، ومشاريعها في مشارق الأرض ومغاربها.. كان الإخراج في المجمل جميلاً، وكان الخطاب عادة يركز على الرسالة السامية التي تضطلع بها الرابطة.. لاحظت فقط أن سيناريوهات المقاطع تحتاج لنظرة؛ كانت تقليدية نوعاً ما، شبيهة بكلمات طابور الصباح.. كما تكرر اسم أمين الرابطة أو الإحالة عليه كثيراً.. والتركيز على المسؤول بهذه الطريقة شيء من الماضي كما نعلم، يؤدي نتائج عكسية أحياناً ولا يخدم الرسالة المراد إيصالها.. التركيز على رسالة المؤسسة وجهودها هو الصحيح، مع سيناريو معد بإتقان، يعطي نتائج أكثر تأثيراً. كانت ليلة جميلة بحق، شكرنا الزملاء في الرابطة على حسن الضيافة والتنظيم، وشكرناهم أيضاً على لمسة الوفاء لزميل راحل من زملائهم، نسيت اسمه للأسف.. سمعنا مقطعاً صوتياً له قبل وفاته بأيام، وشاهدنا بعض مبادراته وجهوده، غادر دنيانا قبل أسابيع، وغادرْنا.. ندعو له بالرحمة والغفران.