أكد الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين
على ما أسهمت به «وثيقة مكة» من ملء فراغ مهم في إجماع علماء الأمة حول قضايا عصرية ملحة، وحاجة البشرية لها في ظل الصراعات الفكرية المعاصرة، وسط دعوات لإدراجها في المناهج الدراسية في العالم الإسلامي.
واستعرض الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين في برنامج بالتى هي أحسن، المذاع على فضائية «أم بى سي»، أبرز ملامح وثيقة مكة وما امتازت به فكرتها، مستعرضاً نماذج من مظاهر الاحتفاء بها في الداخل الإسلامي وخارجه ومن ذلك طلب جهات غير إسلامية تدريب مكونها الإسلامي على محتوى الوثيقة وخصوصاً الأئمة والخطباء والمرشدين الدينيين.
وأكد رئيس علماء المسلمين أن الوثيقة أظهرت موقف الإسلام من التشارك الحضاري والتعايش الإنساني وموقفه بشكل عام من عدد من القضايا المعاصرة الملحة، وأن الوثيقة تحمل رسالة علمية عالمية بأفق إسلامي مستنير اضطلع به علماء الأمة، حيث صادق عليها حضور مؤتمرها التاريخي من عموم مفتي العالم الإسلامي وعلمائهم ودول الأقليات على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، والبالغ أكثر من 1200 مفتٍ وعالم، وأكثر من 4500 مفكر إسلامي من 27 مذهباً وطائفة أتوا من 139 دولة.
وتطرق إلى ما أكدته الوثيقة من ضرورة احترام وجود الآخر وحفظ كرامته بحقوقه كافة مع التعايش والتشارك والتعاون الأخوي معه، مشيراً إلى تجليات الوثيقة بشأن أهمية الحوار الديني والحضاري بفاعلية مع تنبيه بنود الوثيقة إلى سلبية استدعاء مآسي التاريخ المحسوبة على أصحابها وليس الإسلام أو غيره، لافتاً إلى حرص الوثيقة على تنمية المجتمعات الإسلامية ومواجهة الفساد وترشيد الاستهلاك والمحافظة على البيئة.
كما نبه الأمين العام للرابطة على اهتمام الوثيقة بترشيد العاطفة الدينية ولا سيما لدى الشباب المسلم لئلا ينطلقوا دون وعي ولا رشد، مؤكداً أن خاطفي بعض الشباب المسلم لا يراهنون في سبيل تحقيق أهدافهم على شيء مثلما يراهنون على العاطفة المجردة عن الوعي، مع تحميل الأسرة والمؤسسات الرسمية الحكومية والأهلية ذات الصلة مسؤولية هذه الوظيفة التوعوية والتحصينية.
وأضاف الدكتور محمد العيسى أن وثيقة مكة المكرمة ملأت فراغاً مهماً في إجماع علماء الأمة الإسلامية تجاه قضايا عصرية ملحة، وأنها أثبتت تميز أولئك العلماء بقدرتهم على توحيد كلمتهم رغم تنوعهم المذهبي الكبير، منوهاً بأن القبلة والمظلة الجامعة بمكة المكرمة هي الحادي لتحقيق إجماع علماء الإسلام بتنوعهم المذهبي على قضايا مهمة ذات سجال علمي وفكري واسع، مبيناً أن لوثيقة مكة المكرمة هيئة عامة وجائزة سنوية تُعنى بدراسات وببرامج ومبادرات تفعيلها حول العالم.