في صحيفة اليوم السابع المصرية كتب الكاتب الصحافي إسماعيل رفعت مقالا بعنوان
إسماعيل رفعت يكتب..د.محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي حامل راية التجديد عائدا للأصالة بالتي هي أحسن.. العالم السعودي يقود جولات مكوكية تحدت كورونا العقول.. يتحاور بجرأة مع الإنسانية لإزاحة ركام التشدد
نص المقال:
لكل مرحلة رجالها، ولكل عصر علماؤه، يتحملون المسؤولية، ويقفون على الثغور، وعلى قدر الجهد يتحقق النجاح، والمصلحة، وفي خضم حالة التجديد برز الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، والذي يعد قدومه ترميزا وتعبيرا عن حالة التجديد وفتح أفق الحوار بالتي هي أحسن.
جرأة الشيخ الدكتور محمد العيسى وإقدامه وبسط الحديث واستعادة اللغة الأصيلة في الحوار عززت موقف الرابطة حول العالم وجعلتها منصة حوار إنساني يعكس ما يراد أن يبسط من محبة وتعاون وتنوع يتسع الجميع دون تمييز ديني بل أخوة متحابين، تأثرت فيها الرابطة بالأحداث العالمية والهزات التي داهمت البشرية مع قدوم كورونا ليتخطى العيسى جهوده الفكرية إلى التضامن مع من يعانون من قسوة الظرف والمعاناة الإنسانية والطبية إلى من يعانون من الانحراف الفكري.
إدارة الدكتور محمد العيسى للحوار الفلسفي والفكري بشخصه في برنامج بالتي هي أحسن المذاع تلفزيونيا وطرحه للقضايا والآراء التي تعود إلى الأصالة والوسطية الدينية والفلسفية القابلة للتعدد، والتعاون، والمساواة الإنسانية والنوعية رجالا ونساء عبر ذلك عن جهود إزالة الركام عن الفكر، ورفع راية التجديد قولا ومنهجيا، واكبه أعمالا فكرية متعددة في لقاءات وحوارات منها لقاء ريمني بإيطاليا مع الشباب الذي ينبض طاقة، ومنه إلى حيث الجولات المكوكية حول العالم، ومع رجال الفلسفة والفكر والدين والكنائس والمعابد في نقاش حول الإنسان الذي ينشد راحة الحياة وسمو الفكر وحرية المعتقد ومد يد التعاون وما دونه فبيد الله.
لم تكن منصة بالتي هي أحسن وحدها هي نافذة العقل والضمير الأصيل الناطق من المملكة السعودية حيث المقر الرئيسي إلى العالم، بل جاءت منصات الإعلام الصغير والمؤثر، أو السوشيال ميديا، ما يعكس رؤية المملكة العربية السعودية 2030 لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان التي اختلطت وامتزجت في عقل العيسى الذي لم ينسى سعوديته رغم قيادته لمنظمة دولية هي رابطة العالم الإسلامي التي تتخذ من المملكة مقرا وانطلاقة، ومن العالم مقرات وميدان عمل فكري وإنساني وإغاثي، وكذلك أعضاء لمجلس الرابطة من دول العالم هم علماء وبعض وزراء أوقاف الدول العربية وبعض مفتو الدول الإسلامية لمعاونة العيسى في مهمته الصعبة، بترحيب منه وفرحة منهم.
وجاء نجاح برنامج الرابطة معززا ومؤكدا على نجاح معالي العيسى ومعاونوه وإدارته في التمدد ببساط الوسطية ما جذب الأنظار حول العالم إليه وتسابق كثير من كيانات ومؤسسات دولية وعلمية في تكريم العالم الكبير ومنحه الدرجات العلمية إلى مزيد من درجات حصل عليها في رحلة صعوده العلمية لتعزيز موقف الوسطيين في مواجهة المتشددين.
التحول الكبير الذي يقوده الدكتور العيسى ومعاونوه من أعضاء مجلس الرابطة من العالم ومساعديه من رموز وقيادات الرابطة أفسد أجواء التشدد وحطم تابوهات التكفيريين، وعدد مجالس التسامح والأخوة، فعندما نبذ محارق التعذيب والقتل بالمعتقد وأدى الصلاة فيها أزعج رعاة الكراهية، فقبلت شفاعته في وقف حرق جثث وفيات كورونا من المسلمين في بعض بلدان العالم وهو رجل الحوار والمساواة، الذي يطل على الشاشة الفضية موسميا في برنامجه باللتي هي أحسن لتحديد الموقف من الثوابت والمتغيرات، ويحطم أعراف التشدد التي سلم بها البعض إما اعتقادا أو خوفا من قول الحق، وكانت صفحاته منصة تفاعلية يومية مقاصدية تغرد بكلام قليل وفهم كثير ورسائل واضحة، ومعالجة متوالية متتالية تضامنية مع الإنسان دون تمييز، ليفجر د. العيسى طاقة عمل وانتشار مشهود يصيغه إعلام منضبط ومنصات هادفة تواجه هالات التشدد وغبش الجماعات الظلامية وكتائبها الإلكترونية وذبابها الملوث لكل طاهر يأبى إلا أن يبقى طاهرا منصورا بيقين وجهد العمل الصالح.
إن آيات الصدق وصراحة القول غير المنقوص إلا من أقلام داعمة في مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس تستدعي منا ككتاب وصحفيين أن نبرز جهود المخلصين والأمناء على الدين والعمل، وأن نناقش الفلسفات التي يتبنونها، والجولات التي يخوضونها، حتى لو كان ذلك عن بعد ما توافر الاقتراب والمشاركة ونقل رؤية الحضور والمشاركين، بل وينتظر من الدكتور العيسى عقد لقاءات مع الكتاب والصحفيين بشكل دوري وعقد منتديات عن بعد، والالتحام والنقاش خلال التحرك الخارجي، وتعزيز النقاش بحضور أعضاء مجلس الرابطة ومعاونيه، الأمر نفسه في حق المؤسسات الدينية حول العالم الإسلامي، ولا أنسى رحابة الاستقبال للشيخ العيسى وتقديمه على الحضور حيث عاينت الأمر بيانا لدى استضافة الشيشان الروسية لقادة العمل الإسلامي خلال فعاليات دينية وافتتاح مسجد هو الأكبر في أوربا وصعد الشيخ العيسى المنبر خطيبا للجمعة بطلب من الرئيس الشيشاني رمضان قديروف.