لا تزال الأصداء العالمية بأعمال أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ د. محمد عبد الكريم العيسى تشكل مادة دسمة للإعلام الغربي والعالمي، على رأسها مقال على صحيفة الاندبندنت، فهو شخصية العصر التي بفضل جهودها تبذل رابطة العالم الإسلامي الكثير في سبيل مكافحة التطرف والكراهية والظلم والقمع داخل المجتمع الدولي وتجاهه.
وما شد انتباه الرأي العام العالمي للرابطة وأمينها العام ولادة وثيقة مكة المكرمة في عام 2019، الذي أبهر العالم خصوصاً لأنه شهد اتفاقاً إسلامياً من 139 دولة حول 29 نقطة جوهرية كانت تشكل جدلاً كبيراً لدى العلماء انعكست تفاصيلها على واقع هذه الأمة، خصوصاً بما يتعلق بقضايا المساواة والوئام الديني وتمكين المرأة في مجتمعها.
هناك حملات عالمية أطلقتها رابطة العالم الإسلامي شدت انتباه الإعلام العالمي، والتي يرى فيها أنها تنم عن حكمة بالغة لأمينها العام الشيخ العيسى وعلى نهجه الوسطي، على رأسها؛ حملة #RejectHate ،”نبذ الكراهية” التي دعت كل المؤيدين لها للتوقيع على عريضة عبر الإنترنت تدعو شركات التواصل الاجتماعي على بذل المزيد من الجهد لمكافحة التعصب والمشاعر المعادية للإسلام عبر الإنترنت.
ولاشك أن أمين عام رابطة العالم الإسلامي عمل بشكل كبير لوضع حد لخطاب الكراهية منطلقاً من فكره المعتدل، مستفيداً من منصات مواقع التواصل الاجتماعي لزرع ثقافة المحبة والتسامح بين الجميع دون تفرقة أو تمييز فنقطة الانطلاق تكمن من حسنا الإنساني قبل كل شيء، ورغم صعوبة العملية في ظل الواقع الملغوم بالتصورات الوهمية والكاذبة عن حقيقة الإسلام والتي انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي فقد كانت حملات رابطة العالم الإسلامي مؤثرة من حيث الأهداف المرجوة والنتائج المحتملة.
والشيخ العيسى كان يدرك مشقة الطريق خصوصاً أن المتطرفين والإرهابيين استفادوا من مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه في نفس الوقت أكد أن الأصوات القوية على مستوى علماء الدين والمفكرين ستكون هي المنتصرة والغالبة.
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ د. محمد بن عبدالكريم العيسى له رؤية ثاقبة بأهمية مواقع التواصل الاجتماعي وإرشاد استخدامها وهو يعارض بشدة الرقابة الصارمة عليها، معتبراً أن مثل هذا النهج سيتعارض مع شريان الحياة لوسائل التواصل الاجتماعي وهو انفتاحها، ويدعو بدلاً من مراقبتها إلى المزيد من حملات التثقيف والتوعية الفكرية خدمة للحملات ضد التطرف ونبذ الكراهية.
ويأمل الشيخ العيسى بل ويدرك أنه من خلال تعزيز الطريقة التي يتفاعل بها المجتمع مع وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حملات التوعية العامة، سيأتي يوم يسود فيه الالتزام المستمر بالقيم الأخلاقية العالية مشدداً على عدم ترك المساحة للأشرار ليعيثوا فساداً بأفكارهم على مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي، والمسؤولية تقع علينا جميعاً باستخدام هذه المواقع لنشر رسالة متنورة ومنفتحة على العالم تأبى التطرف وتنبذ خطاب الكراهية.