مكة المكرمة:
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن الأمة الإسلامية بخير لكنها بحاجة إلى المزيد من تعزيز عملها الإسلامي المشترك.. محذرا من خطورة الصدام بين الحضارات ولا سيما انتقاله إلى ضمير الشعوب.
جاء ذلك خلال استقباله في مقر الرابطة بمكة المكرمة، اليوم الخميس، وفدًا إعلاميًّا يضم ممثلى وكالات الأنباء العربية والإسلامية والدولية المشاركين في تغطية موسم الحج لهذا العام بالشراكة مع وكالة الأنباء السعودية”واس”.
وقال الأمين العام ل رابطة العالم الإسلامي – خلال اللقاء الذي حضره رئيس وكالة الأنباء السعودية (واس) الدكتور فهد بن حسن آل عقران – إن الأمة الإسلامية بخير، غير أنَّها بحاجة من حين لآخر إلى المزيد من تعزيز عملها الإسلامي المشترك ولاسيما العمل العُلَمَائي وهو ما تعمل الرابطة على تقوية تنسيقه ولاسيما توحيد الرأي فيه وتحديداً في القضايا العامة الكبرى التي لا تقبل الاختلاف.
وأوضح أن تنوع الاجتهاد في القضايا الشرعية الأخرى يعد من الثراء التشريعي وهو محل استيعاب الوعي الإسلامي.. مشيرا إلى أن الرابطة أطلقت “وثيقة مكة المكرمة” و”وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” وعززت من دور مجمع الفقه الإسلامي الذي يعد أقدم مجمع فقهي إسلامي والأشمل في العضوية ، حيث ينضم إليه مجمل مفتيي وكبار علماء الأمة الإسلامية المنضوين تحت مظلة الرابطة.
وحول نظرية صدام الحضارات وجهود الرابطة في مواجهتها ..قال الدكتور محمد العيسى، إن الرابطة أطلقت مبادرة بناء الجسور بين الشرق والغرب التي احتفت بها الأمم المتحدة باستضافة مؤتمرها الدولي في مقرها بنيويورك.. موضحا أن هذه المبادرة تنطلق من قيم الإسلام الداعية للتفاهم والسلام والتعاون في إطار المشتركات الحضارية واستيعاب سنة الله تعالى في الاختلاف والتنوع والتعدد.
وحذر من خطورة انتقال الصدام الحضاري إلى ضمير الشعوب ، حيث يصعب علاجه بعكس الخلافات السياسية الأخرى التي كثيراً ما يسهل علاجها.
وتحدث العيسى عن متحف السيرة النبوية والحضارية الإسلامية الذي أطلقته الرابطة من مقره الرئيس بالمدينة المنورة واتجهت نحو نقل نسخ منه حول العالم.
وشرح فكرة المتحف وأهدافه وتوظيفه للتقنية الحديثة من أجل تقديم السيرة النبوية والحضارة الإسلامية بأسلوب عصري مع مشاهد تجسد صوراً مهمة في المجتمع النبوي، ولهذا حمل شعار “السيرة كأنك تعيشها”.
كما تطرَّق الأمين العام ل رابطة العالم الإسلامي خلال اللقاء إلى “مأساة غزة”، مجدِّدًا التأكيدَ أنَّ هذه المأساة تمثِّل “وصمةَ عار في جبين الإنسانية”.
وشدد على أهمية الدور الإعلامي في إيضاح الحقيقة.. وقال : “لا أعتقد أنَّ الإنسانية بعامَّة أُصِيبتْ بفاجعة في عصرنا الحديث بمثل ما أُصِيبت به في مأساة غزة، كان ذلك على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، وتحديداً بعد تأسيس الأمم والمتحدة والتوقيع على ميثاقها من قبل الدول الأعضاء”.
ونوه بالجهود الصادقة والمخلصة والعملية تجاه قضية غزة والحق الفلسطيني , مشيراً إلى جهود المملكة العربية السعودية في هذا الشأن سياسياً وإنسانياً.
ومن جانبه، أعرب رئيس وكالة الأنباء السعودية، الدكتور فهد آل عقران، باسمه واسم الوفد الإعلامي، عن شكره للشيخ الدكتور محمد العيسى، على إتاحة الفرصة للقاء مع وكالات الأنباء.
وشدد على أنَّ اللقاءَ سيكون بدايةَ تعاونٍ إعلاميٍّ حقيقيٍّ مع الرابطة في إيصال رسالتها السامية لكافة شعوب العالم الإسلامي.