في افتتاحية صحيفة البيان الباكستانية الجمعة 12 ابريل 2024
دائما ما يؤكد الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، موقف الرابطة من حرب غزة المُندِّد بالقتل المروِّع للنساء والأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني في كافة المحافل الدولية.
جهود الأمين العام لم تتوقف عند هذا الحد بل امتددت إلى تعزيز الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب، وذلك في مواجهة أفكار الصراع والصدام الحضاري، التي أفرزت نماذج مؤلمةً من أشكال التطرف العنيف، والتنويه بمبادرة مؤتمر الرابطة داخل الأمم المتحدة بنيويورك، المتعلقة ببناء الجسور بين الشرق والغرب من أجل عالم أكثر تفاهماً وسلاماً.
لكن ثمة بعض الأقلام المأجورة التي تتبنى تشويه الشخصيات الإسلامية الساعية باجتهاد إلى تقريب الفجوة بين أتباع الديانات والتعريف بحقيقة الإسلام الحنيف ومحاربة الإسلاموفوبيا؛ بهدف زيادة أسباب النزاع ونشر الأفكار الخاطئة وتنمية بيئة مشحونة تسعى إلى الأضرار بالمسلمين خصوصا في بلاد الأقليات، كما تتولى هذه الفئة شيطنة الرموز الفاعلة لغرض خبيث في نفسها ولصالح أطراف تسعى للإضرار بالمصالح الكبرى للإسلام وتحسب على أهله.
ومن آخر ما أثير تصريحات معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، حول الأحداث الأخيرة بشأن حرب غزة محملينها ما لا تحتمل من تحريفات وزيادات وتفسيرات وتأويلات مغرضة مجتزأة.
وبالعودة إلى فحوى ما ذكره نجد أنه يؤكد على أن النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن لا يمتد إلى العلاقات بين أتباع الديانات، مشيرا إلى أن ما يحصل حاليا في أرض الصراع له جذوره الدينية من بداياته لكن السياسة أسهمت في تعقيده، لافتا إلى أن كثير من اليهود يستنكرون هذه التعقيدات وما تقوم به الحكومة الإسرائيلية، وأن ذلك لا ينبغي أن ينسحب على كافة أتباع الديانة اليهودية، إذ إنهم يعارضون المجازر المؤسفة الحاصلة على الأرض وقد عبروا عن هذا الرأي صراحة من خلال تواصلهم المباشر.
تصريحات العيسى استنكرت أيضا ردة الفعل والانتقام الجماعي وقتل النساء والأطفال، مؤكدة أن ذلك “أمر محزن ومؤلم للغاية وغير مقبول تحت أي ذريعة كانت”، وقال ردا على من يتهمون الإسلام بأنه “دين عنف وإرهاب”: إن الواجب قراءة المعلومات الصحيحة عن الإسلام من مصادره الأساسية وليس من التفسيرات التي لا تقع ضمن إطار الدين الحنيف أو تلك المتطرفة، وأن الجهل بالإسلام والمفاهيم الخاطئة أدت إلى فجوة سببت العديد من المشاكل ومنها الإسلاموفوبيا.. هذا كان فحوى الحديث فمن المستفيد من هذا التشويه ومن الذي يقف وراءه ولمصلحة من؟!