مكة المكرمة:
من أبرَز ما جاء في كلمة معالي الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ د. محمد العيسى، في افتتاح المؤتمر الدولي: “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”.
استفتَح معالى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، كلمتَه، قائلًا: “نسعَدُ فى رابطة العالَم الإسلامى بإطلاق المؤتمرِ التاريخى الأوّل من نوعه، فى الرحاب الطاهرة والشهر المبارك، وذلك فى امتدادٍ لمضامينِ وثيقةِ مكةَ المكرمة”.
ولفَتَ إلى أن المؤتمرَ -بعلمائه الراسخين من مُخْتَلَفِ التَّنَوُّع المذهبى فى عالَمِنا الإسلامي- جاء ليؤكِّد أن الأمَّةَ الإسلاميةَ بخير، وأنَّ عُلماءَها الربانيين هم القُدْوَاتُ الحسنةُ والمَثَلُ الشرعي.
وأشاد بإدراك علماء الأمةِ براسخ علمِهِم وحكمَتِهم أن التنوُّعَ المذهبى لا بد معه من استيعاب أمور كثيرة، تتمثّل فى أمورٍ منها: أن الاختلاف والتنوُّع سُنَّةٌ مِنْ سُنَن الله تعالى، وأنَّ الحقَّ مطلبُ الجميع وعلى كُلِّ مسلمٍ البحث عنه ولُزوم جادَّته، وأنَّ المذاهب الإسلامية أحوج ما تكون إلى كلمةٍ سواءٍ بينها تجمعُها ولا تفرِّقُها، وهو المشتركُ الإسلامى الجامع، ولا مشترَكَ أوضح وأبين كمشترك الشهادتين وبقية أركان الإسلام وثوابته.
وشدَّد العيسى على أن أهل الإسلام جميعًا تحت راية الإسلام ومظلتِهِ مهما اختلفت مذاهبهم، كما أنَّه لا محلَّ لأى من الأسماء والأوصاف الدخيلة التى تُفَرِّقُ ولا تَجمَع؛ إلا ما كان منها مُوَضِّحًا للمنهج كاشِفًا لوصفه، على ألا يكونَ بديلًا ولا منافِسًا لاسم الإسلام الذى سمَّانا اللهُ به.
ونبَّه معالى العيسى إلى أن الشعارات الطائفية والحزبية بممارساتها المثيرة للصِّدام والصِّراع المذهبى تُعَدُّ فى طليعة نكبات الأمة، منتقدًا التوظيفَ السلبى لوسائل الإعلام التقليدية والجديدة لتصعيدِ الخِلافات، وإثارةِ النعرات فى الداخل الإسلاميِّ، وداعيًا فى المقابل لتضمين الرسالة الإعلامية (فى عالَمِنا الإسلامي) الكلمةَ الطيبةَ، وخُصُوصيّةَ الحِوَار الذى يُؤلِّف ويقَرِّبُ، وَفْق قيمِ الأُخُوّة الإسلامية.
وفى ختام كلمته، عبَّر العيسى عن الشكر والامتنان للجهود الإسلامية الكبيرة التى تضطلع بها الريادة الإسلامية للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولى عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء، صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، داعيًا الله عز وجل أن يحفظَهما ويُجزلَ مثوبتَهما على ما قدَّما ويقدِّمان للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.
كما أعرب معالى الشيخ العيسى عن الشكر للمقام السامى الكريم على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر النوعي، سائلًا الله عز وجل أن يحقِّقَ به الطموحَ والآمالَ، وأن يجعلَهُ مباركَ الابتداء ميمونَ الانتهاء.