.post-22884 .entry-title{color: }dir="rtl" lang="ar"> أمين عام رابطة العالم الإسلامي: نحب الجميع ونتمنى لهم الخير دون استثناء.. ولا عصمة إلا بكتاب الله – مدونة رابطة العالم الإسلامي
Site icon مدونة رابطة العالم الإسلامي

أمين عام رابطة العالم الإسلامي: نحب الجميع ونتمنى لهم الخير دون استثناء.. ولا عصمة إلا بكتاب الله
"العيسى" يلقى محاضرة تاريخية من جامعة القاهرة حول مستجدات الفكر بين الشرق والغرب

القاهرة:

استضافت جامعة القاهرة، الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية، لإلقاء محاضرة تذكارية تاريخية تحت عنوان “مستجدات الفكر بين الشرق والغرب”، بقاعة الاحتفالات الكبرى، بحضور الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والسفير السعودي بالقاهرة أسامة بن أحمد نقلي، والدكتور سعد الدين الهلالى وعدد من رؤساء الجامعات وقيادات جامعة القاهرة وعمداء الكليات ورؤساء تحرير الصحف، ونخبة من الإعلاميين، وعدد كبير من طلاب وطالبات الجامعة.

وفى محاضرته التاريخية، أعرب الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، عن سعادته بوجوده فى رحاب جامعة القاهرة، قائلا: جامعة القاهرة جامعة تاريخية، قفزت لأعلى التصنيفات بدعم ورؤية القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، ورؤية رئيسها الدكتور محمد عثمان الخشت.

وأضاف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي فى كلمته: قفزت جامعة القاهرة التاريخية فى التصنيف الدولى للجامعات، وأنا أعرف رئيس الجامعة كفيلسوف قبل أن يكون أكاديمياً اقتحم برأيه الفكرى وعزيمته العملية حوارا جريئا فى قضايا المعقول واللامعقول فى مسائل مهمة تتعلق بسجالات كثيرة.

وأضافت: أود أن أتوجه وأنا فى رحاب جامعة القاهرة بالتهنئة والمباركه للجميع بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بفترة رئاسية جديدة، سدد الله خطاه وأعانه.

الدكتور محمد عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي

العيسى:

إذا كانت الاجتهادات الشرعية ثابتة تتغير بتغير الزمان والمكان والعادات والأشخاص فكيف بالفكر الإنسانى المجرد ألا يتغير

وقال: لا يخفى أن الفكر الإنساني يمثل مسارا طويلاً فى موضوعاته المتعددة ونقاشاته بمختلف مستوياتها، سواء كان ذلك فى القضايا الدينية أم السياسية أم الثقافية، مضيفا: هناك الكثير من الحالات العميقة حول الأفكار، وقد صاحب الفكر وقائع تاريخية وصلت مع بالغ الأسف إلى صدامات وصراعات، بل وصلت لمحاكمات وحروب فى سنين مضت، شرقا وغربا، وإن كان هذا فى الغرب أفظع والتاريخ شاهد على ذلك، فعلى سبيل المثال حرب الثلاثين عاما فى أوروبا والتى كانت حربا دينية تحولت لحرب ذات مصالح سياسية غيرت خريطة أوروبا.

وأضاف: أيا ما كانت أسباب الصراعات الفكرية سواء كان الجهل هو السبب والانغلاق والضيق بالرأى الآخر وتحديدا بالبيئات المتخلفة، أو إذا كان السبب تضارب المصالح واستهداف الأهداف الفكرية من أجل مصالح خاصة، فنجد أن التراث الفكرى الإنساني أخصب ما خلفته الثقافة الإنسانية الفكرية.

وتابع: يقول المولى جل وعلى “يؤتي الحكمة من يشاء” ولكننا نجد أن هناك من خالفوا أمر الله للمؤمنين بالدفع بالتي هى أحسن، فالحق سبحانه وتعالى أمر بالإعراض والصد عن الجهلة، وقد جاء الهدي الكريم بتأليف القلوب مستشهدا بقوله: “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” .

العيسى:

دين الله كامل بإكمال الله له وصالح لكل زمان ومكان ولكن إحياء الدين بالعمل به بعد غفلة الناس عنه يعنى تبصير المؤمنين بحقيقته

طلاب واعلاميون خلال الاستماع للمحاضرة

واستطرد: ما دام الفكر حيا يقظا فإنه فى كل يوم سيكون أمام معلومة جديدة يتطلب التعامل معها، وسيكون على وقائع أحيانا مدهشة، وربما صادمة، ونجد أننا نشهد فى تواصلنا مع الآخرين ما لا يخطر على بال، وما لا يدور فى خيال، فالعقل المفكر مادام فى كامل بصيرته، لابد أن يكون له شأن مع تلك المستجدات، وإذا كانت الاجتهادات الشرعية وهى تتعلق بنصوص مقدسة ثابتة تتغير بتغير الزمان والمكان والعادات والأشخاص، فكيف بالفكر الإنسانى المجرد الذى ليس له علاقة بنص مقدس ألا يتغير.

وأكد قائلا : لا جديد ولا تجديد فى الدين وإنما التجديد فى النص الشرعى المستهدف منه المقاصد ودرء المفاسد، ولكل زمان ومكان واقعه، بعيداً عن الأهواء الباطلة، ودين الله كامل بإكمال الله له، وصالح لكل زمان ومكان، ولكن إحياء الدين بالعمل به بعد غفلة الناس عنه يعنى تبصير المؤمنين بحقيقة الدين بعد جهل الناس به.

العيسى:

الغرب اليوم متعدد المفاهيم والثقافات والتحالفات فشرق أوروبا ليس كغرب أوروبا

وأضاف: “اجتهد الفقهاء فى تجديد الخطاب الدينى باجتهادين الأول وضعوا فيه قواعد الفقه مستمدة من نصوص الشريعة بسياق تقريبى، ينسجم مع تغيرات الزمان والمكان، بما يعرف بالقواعد الخمس الكبرى التى لا يختلف عليها أحد، أما الاجتهاد الثانى فى الفروع الفقهية هو ما يتطلب القدرة على استيعاب النص وإنزال النص على الواقع.

وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية، أهمية التحرر من التبعية العمياء لأى اجتهاد بنى على الظرفية الزمانية والمكانية، داعيا لعدم تصدير الفتاوى خارج ظرفيتها المكانية، فلا تقديس إلا لكتاب الله وسنة الرسول، قائلا: نحن نحترم الجميع، ونقدر الجميع، ولكن العصمة بكتاب الله وسنة رسوله.

وقال: الفقيه الحق هو من يحترم من سبقه لكنه يجتهد فى سياقه الزمانية والمكانية، ملتمسا الوصول لمقاصد الشريعة والوقوف على مقاصدها من إصلاح الدين، مضيفا: ونؤكد للمرة الثانية أنه لا عصمة إلا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وتحدث عن الإمام مالك حينما قال “كل يؤخد من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وكان وقتها يشير إلى قبر النبى صلى الله عليه وسلم”، موضحا أن هذا هو مثال الرقى والتواضع الفقهى لعالم صاحب أفق راسخ، مؤكدا أن منهج الإسلام هو الترحيب بالحكمة أينما كانت، لافتا إلى أن الغرب اليوم متعدد المفاهيم والثقافات والتحالفات، فشرق أوروبا ليس كغرب أوروبا، وعلي سبيل المثال روسيا ترى أوروبا اليوم معادية لها، بينما نجد أكبر مدن روسيا وأهمها أوروبية الجغرافيا والملامح والعادات، وأيضا نجد أن كل الحروب التى هزت الضمير الإنساني كانت فى الغرب منها، على سبيل المثال حرب الثلاثين عاماً فى أوروبا.

العيسى:

 يجب التحرر من التبعية العمياء لأى اجتهاد مبني على الظرفية الزمانية والمكانية

وتحدث الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، عن سوء الظن قائلا: علمنا القرآن الكريم ألا نسئ الظن حين قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعد الظن إثم”، مضيفا أنه داخل كل إنسان مهما كان فكره ومهما بلغت به الظنون فطره سليمة، مختتما حديثه : نحن نحب الخير للجميع بدون استثناء.

رئيس جامعة القاهرة: العلاقات المصرية السعودية قائمة على وحدة الأصل والدم المشترك

الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة خلال القاء كلمته

وفى كلمته خلال المحاضرة التذكارية، قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إنه يوم سعيد من أيام جامعة القاهرة أن تشهد هذه المحاضرة التذكارية المهمة عن “مستجدات الفكر بين الشرق والغرب” والتى ألقاها واحد من اهم علماء العالم الإسلامي وهو الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية، قائلا : وجود الشيخ محمد بن الكريم له الكثير من المعانى والدلالات من أهمها توسيع دائرة البحث العلمى فى مجال الفكر الإنساني وفى تجديد الخطاب الدينى.

وتابع الخشت: اللقاء يعكس أيضا طبيعة العلاقات فوق الاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية فهى علاقات لا تضم فقط الملفات السياسة بل هى علاقات ترجع إلى وحدة الأصل ووحدة الدم المشترك فالدم السعودى تجرى فيه الدماء المصرية من خلال جدة النبى هاجر المصرية زوجة ابراهيم عليه السلام وأم إسماعيل عليه السلام فمن المؤكد أن النبى إسماعيل نصف مصرى فأمه مصرية وتم اكتشاف بئر زمزم فى معجزة إلاهية على يد أمه المصرية وأصبح سعيها بين الصفا والمروة من شعائر الحج وروى البخارى هذه الواقعة بشكل مطول فى أحاديثه.

الدكتور محمد عثمان الخشت والدكتور محمد عبد الكريم العيسى خلال اللقاء

وقال : لابد أن نتذكر دوما أن إسماعيل عليه السلام النصف مصري مع أبيه ابراهيم عليه السلام قد رفعا القواعد للبيت العتيق، وأؤكد أنه كما تجرى الدماء المصرية فى الدم السعودي فالدم السعودى يجرى أيضا فى الدم المصرية فنجد أن الكثير من العوائل والقبائل فى الصعيد المصرى من أصل عربى من شبه الجزيرة العربية وكثير من هذه العوائل يرجع نسبها للنبى والصحابة.

ازدحام قاعة جامعة القاهرة بالطلاب والاعلاميين لمتابعة كلمة العيسى

وأضاف: الشخصية التى بيننا اليوم لها دور كبير للغاية فى تطور الفكر والقضاء فلديه العديد من الاسهامات فى القضاء السعودي، ولا يمكن أن ننسى أنه أثناء توليه وزارة العدل تم إصدار أول رخصة محاماه للمرأة السعودية، واختتم قائلا: أتوجه بإسمى وباسم مجلس جامعة القاهرة للرئيس عبد الفتاح السيسى بالتهنئة لتوليه فترة رئاسية جديدة ، فيما حرص رئيس جامعة القاهرة على إهداءه الدرع الذهبى لجامعة القاهرة تقديرا لمكانته العريقة.

مفتى مصر: العيسى رسم خريطة للخطاب الدينى الصحيح

الدكتور شوقى علام مفتى جمهورية مصر العربية

وعقب الكلمة التاريخية أعرب الدكتور شوقى علام مفتى جمهورية مصر العربية، عن سعادته بالمشاركة فى المحاضرة التذكارية “مستجدات الفكر بين الشرق والغرب”، والتى ألقاها الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، قائلا: يوم دسم ثقافى دينى وضع خلاله الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي خارطة طريق تصحح مسارا كما نرجوه فى أدبيات الفكر والفقه ذلك أن الشرع إنما جاء وفق الإمام الشاطبي بعد استقراء تام قال إنما جاءت الشريعة لتحقيق مصالح الخلق ودفع المفاسد عنه.

وتابع : نحتاج إلى العقول الرشيدة التى تستطيع أن تدرك النص ومقاصده والأهداف التى جاء من أجلها فى إطار منضبط وإطار قواعد وأصول وبعدها يذهب هذا العقل الفقهى المنضبط الفاهم الواعى المستنير لواقع الناس المتغير ليستطيع بما لديه أن يوجه قضايا الناس مراعيا السياقات والأبعاد وأن الفقه السابق سديد رشيد فى وقته حيث استطاع العلماء السابقون أن تنحل على أيديهم مشكلات عديدة ناسبت عصورهم وأزمانهم.

وأضاف: نحتاج أن نقفز وتضبط حركة الحياة بالعقل الفقهى الرشيد فكل التحية للدكتور محمد عبد الكريم العيسي على هذه المحاضرة الرائعة التى رسمت خريطة للخطاب الدينى الصحيح.

سعد الدين الهلالى يمدح العيسى: استمعت لرجل لعله من زمن الصحابة

الدكتور سعد الدين الهلالي

من جانبه أعرب الدكتور سعد الدين الهلالي عن سعادته بالمشاركة فى المحاضرة التذكارية التاريخية قائلا: رأيت نفسى اليوم واستمعت إلى خطاب دينى يعظم الإنسان ويكرم الإنسانية من رجل لعله من زمن الصحابة الذين تعلموا على يد النبى.

وتابع: كلمته رائعة معمقة قالها بصدق وتنم عن وعى لفكر إنساني بعيدا عن الكراهية والأفكار المتطرفة، مضيفا: أتمنى تفريغ وتدريس تلك المحاضرة لكل من يريد معرفة الحق والصواب فالدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي تحدث بخطاب متعمق وبصدر رحب وبقلب صادق، واستطرد : عانينا تجار الدين والمتطرفين وأفكارهم المتطرفة قبل 30 يونيو، مؤكدا أن الممكلة العربية السعودية تقود العالم إلى النور والرحمة ولتمكين المرأة ونصرة الحق.

رئيس جامعة القاهرة خلال استقبال العيسى
العيسى خلال حواره مع د. محمد الخشت ود. شوقى علام
صورة تجمع بين السفير السعودي والعيسى والخشت وعلام
رئيس جامعة القاهرة يمنح العيسى درع الجامعة الذهبى
Exit mobile version