يبحث المؤتمر الدولي للسيرة النبوية الذي يقام في العاصمة الموريتانية نواكشوط، تحت رعاية رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، بالمركز الدولي للمؤتمرات، «الصراعات في إفريقيا وحلولها، ودور العلماء والمشايخ والقادة الدينيين في إصلاح ذات البين وتعزيز الروابط الإسلامية بين الشعوب والأمم – إفريقيا نموذجا».
وقد أشرف على التنظيم، التجمع الثقافي الإسلامي بالتعاون والشراكة مع رابطة العالم الإسلامي.
وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، معالي الشيخ الدكتور، محمد بن عبد الكريم العيسى، أن نسخة هذه السنة من مؤتمر السيرة النبوية كانت حافلة بمادتها النبوية الشريفة، حافلة برعايتها الرئاسية السامية، وبقاماتها العلمية الراسخة، وبتجلياتها العلمية حول السيرة العطرة للمصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن السيرة النبوية أضاءت العالم بهديها الكريم، وصاغت السلوك الإنساني بعبق من الخلق الرفيع، وبذلك فقد مثلت عنوانا جامعا للفضائل كلها، يشمل ذلك قيم الاعتدال في الأقوال والأعمال، ولاسيما السماحة والعفو.
وتوجه بالشكر إلى فخامة رئيس الجمهورية على رعايته وحضوره الكريم، وحرصه على حسن وفادة وضيافة وفود علماء هذا المؤتمر، مشيرا إلى أن متحف السيرة النبوية والحضارة الإسلامية الذي يوجد مقره بالمدينة المنورة سيكون له، بمشيئة الله، نسخة متميزة في موريتانيا استجابة لرغبة رئيس الجمهورية، وتزامنا مع احتفالية نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية.
وأضاف الدكتور محمد بشاري الأمين العام لهيئة المجتمعات المسلمة إن المؤتمر في سياقه الزماني والمكاني مهم لا سيما في ظل تنامي ظاهرتي الكراهية، والإسلاموفوبيا، التي يتزامن معها الحوادث الأليمة والقاسية على الوجدان الإسلامي والإنساني، من حرق نسخ القرآن الكريم والتطاول على حضرة النبي الكريم، نبي الرحمة والتسامح، من خلال نشر الرسوم المسيئة.
كما أوضح أن العالم الإسلامي أصيب بوباء التنظيمات المتطرفة التي عمدت لأبشع صور الاجتزاء غير المبرر، من هدم قبور أولياء الله الصالحين.
في ذات السياق شدّدَ بشاري، على ضرورة نشر فحوى السيرة النبوية، التي تعطي في المقام الأول؛ رسالة للعالم بأن يعيد حساباته في استثمار نعمة العقل التي ميزه الله سبحانه وتعالى بها، بالحد من التطاول على الأديان وقيمها وخاصة الإسلام في دول المجتمعات المسلمة، بالإضافة لمطالبة المجتمع الدولي بسن تشريعات تحمي الشعور الديني ورموزه وكتبه النقدية، وتوجيه نداء واضح وصريح إلى المنظمات الإسلامية للعمل بالحكمة والهدوء الواعي، وبناء جسور التفاهم مع عقلاء العالم خدمة للسلم والأمن والاستقرار.
يذكر أن هذا الحدث القيم، يستقطب كوكبة قيمة، من القائمين على الشأن الإسلامي، ونخب فاعلة من العلماء والمشايخ، والمفتين وقادة الرأي من حول العالم.