♕متابعة – محمد علي الحسيني:
تعمل رابطة العالم الإسلامي تحت إشراف وقيادة أمين عامها معالي الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى على تكريس مفاهيم التعاون الأخوي والتكامل والبحث عن التوازن بين مختلف المذاهب الإسلامية للحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية. كما يحرص الشيخ العيسى من خلال توجيهاته على وضع أسس ثابتة يقوم عليها بناء صرح التقارب بين تلك المذاهب من دون حساسيات، بل ويؤكد من خلال عدة ملتقيات ومؤتمرات على أهمية احترام الخصوصية المذهبية لكل منها في دائرة الإسلام الواحد.
زيارة وفد المرجعية العراقية لبلاد الحرمين
تتبنى المملكة العربية السعودية نهجاً وسطياً منفتحاً وسلوكاً حضارياً ملفتاً، أصبح يشد انتباه العالم بكل اختلافاته الفكرية والدينية والمذهبية، فتجد كل علماء المذاهب الإسلامية يهرولون إلى المملكة العربية السعودية لفتح جسور التقارب وفتح صفحة جديدة قوامها التسامح والانفتاح على الآخر، وإن أبواب المملكة مفتوحة على مصراعيها لكل الثقافات والمذاهب، فهي تحتضن على مدار العام مجموعة من المؤتمرات العالمية تستقبل من خلالها عدداً من الوفود والعلماء والرموز الدينية لمختلف المذاهب الإسلامية لدراسة مختلف المواضيع والوقوف عند التحديات الراهنة لمعالجتها في ضوء رؤيا إسلامية متكاملة ومتوازنة يتفق عليها جميع الحاضرين، والتي من شأنها أن تصب في مصلحة المسلمين ووضع حد للمتربصين شراً بأمتنا الإسلامية.
وإن الزيارة التي قام بها وفد من المرجعيات العراقية للمملكة العربية السعودية يعكس مدى اهتمام المملكة باستقبال علماء الدين من مختلف المذاهب، كما تؤكد ثقة المرجعيات بحكمة المملكة وحسن إدارتها واستقبالها واهتمامها بالآخر، بل إن وفد المرجعية العراقية يؤكد على العمل الوحدوي المشترك بينه وبين رابطة العالم الإسلامي.
رابطة العالم الإسلامي ترسخ أسس التقارب
إن استقبال رابطة العالم الإسلامي لوفد من المرجعية العراقية في مكة المكرمة يأتي في إطار اهتمام الرابطة بالشؤون العراقية خصوصاً لما لهذه المرجعيات من تأثير على المجتمع وما يمكن أن تلعبه لتحقيق السلم الأهلي والديني في ظل المخاوف من احتمال أي صراعات طائفية مسلحة بين السنة والشيعة.
إن رابطة العالم الإسلامي من خلال استضافتها للوفد العراقي ترسخ رؤيتها المنفتحة بين السنة والشيعة القائمة على التعاون والتسامح الذي من شأنه أن يقيهم من الانزلاق في منحدرات التطرف والتكفير والصدام.
وترى الرابطة في سياق استضافتها للوفد العراقي أن التعددية المذهبية والعرقية يجب النظر إليها بإيجابية في مجتمعاتنا، وما نحتاجه هو معالجة اجتماعية لكيفية التعايش السلمي والانفتاح على بعضنا البعض من دون صراع.
كما أن اللقاء الذي جمع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي معالي الدكتور الشيخ محمد عبد الكريم العيسى بوفد المرجعية العراقية وفضلاء الحوزة العلمية في مقر الرابطة في مكة المكرمة التي تمثل كل العالم الإسلامي بعلمائه ومفتيه وأئمته من كل المذاهب الإسلامية، يأتي في سياق تكثيف الجهود لتنفيذ مقررات القمة التاريخية للوحدة الإسلامية: “مواجهة مخاطر التصنيف والإقصاء”، وتطبيقاً لوثيقة مكة المكرمة، وتأكيداً على اهتمام الشيخ العيسى بل وحرصه الشديد على بناء جسور التواصل مع أتباع المذاهب الإسلامية. كما جرى الحديث عن وثيقة مكة المكرمة وبنودها المعنية بنهج الاعتدال والتسامح والوسطية وضرورة الانفتاح على كل المذاهب الاسلامية وعدم إقصائها والسعي الى التعاون البناء الجامع والتنسيق الإسلامي لمواجهة خطاب العنف والكراهية وتحريم التكفير وتجريمه.
إن هذا اللقاء شكل مبادرة طيبة، كما ستليه لقاءات أخرى مرتقبة في بلاد الحرمين الشريفين لمختلف المرجعيات الإسلامية، لتعزيز الوحدة الإسلامية في قضاياها الدينية المشتركة في طليعة مهام رابطة العالم الإسلامي التي تسعى الى تحقيقها لأجل مصلحة الإسلام والمسلمين.
*أمين عام المجلس الإسلامي العربي