نجحت تطلعت رابطة العالم الإسلامي خلال السنوات الماضية في إنشاء المعرض الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية بالمدينة المنورة ذلك الصرح العلمي المتخصص والمتكامل، والذي يقدم الإسلام في سمته الجليل، وثوبه الجميل، من خلال شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم, والتعريف بكريم آدابه، وعظيم أخلاقه، وسمو شريعته، وبث روح الحب والخير ومعاني الرحمة والإنسانية والاعتدال والتسامح والتعايش، ونشر سيرته الشريفة الثابتة بين الناس، بأحدث الوسائل العصرية والفنون التقنية والعروض النوعية.
ويحرص ضيوف الرحمن على زيادة معرفتهم بنبي الهدى صلى الله عليه وسلم، وسيرته الشريفة، وهديه المستنير، فكان خيارهم الأمثل زيارة تملؤها البهجة والسرور في المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، الذي تشرف عليه رابطة العالم الإسلامي، وهم في شوقٍ عظيم ولهفةٍ كبيرة، وينتهي بهم المطاف والدموع تملأ أعينهم، والدهشة ترتسم على محياهم مما شاهدوا من تفصيلٍ شاملٍ بسيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.ويحوي المعرض مجسمات تقدّم وصفاً مرئياً لطريق هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وأبرز المواقع التي مرّ بها, والأحداث التي صاحبت هجرته عليه الصلاة والسلام, ويتيح لزائريه مشاهدة مجسمات تقريبية صمّمت بشكل وصفي لمكة المكرمة وللمدينة النبوية؛ لتجسّد الطبيعة العمرانية والمعالم الطبيعية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك نبذة عن أهم مراحل إعمار وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي منذ بداية تشييدهما حتى وقتنا الحاضر.كما يحتوي المعرض على وسائل عرض متطورة وحديثة لعرض الحقائق والمعلومات المتعلقة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، مع ما يتعلق بها من علوم ومعارف، من خلال مرجعية علمية فائقة، وتقديمها للناس من خلال آليات مبتكرة في البرمجة والهيكلة والتبويب والتصنيف بطرق عرض عصرية متعددة.
ويُزود (معرض ومتحف السيرة النبوية والحضارة الإسلامية) بأحدث وسائل التقنية، وفنون العرض الذاتية والتفاعلية، مع مراعاة التنويع والتجديد والابتكار في التشويق إلى دين الإسلام والتحبيب فيه، والتفنن في عرض جمالياته، وأنه رسالة إيمانية إنسانية حضارية شاملة، وليس عبارة عن مجرد أحكام وأوامر ونواهي، بجانب طرائق العرض التقليدية لخدمة أغراض الشرح العملي وتقريب الصورة للأذهان, ومن هذه الوسائل قاعات السينما التفاعلية 4DX، وقاعة التعليم بالترفيه، ومجسمات متنوعة لمكة المكرمة والمدينة المنورة وطريق الهجرة وأطالس وخرائط ووسائل تعليمية متنوعة ووسائل تقنيات حديثة من شاشات عرض عملاقة، تُعد الأكبر في الشرق الأوسط، وشاشات تفاعلية وعرض ثلاثي الأبعاد 3D، وعرض باستخدام تكنولوجيا (التصوير التجسيمي), وتكنولوجيا (الواقع الافتراضي , Virtual Reality), و تكنولوجيا (الواقع المعزز Reality) وتكنولوجيا الأوجمنتد ريالتي، تُرجمت محتويات المعرض والمتحف إلى ست لغات عالمية حية كمرحلة أولى، بجانب لغة العرض الأصلية (اللغة العربية)؛ حرصًا على وصول الرسالة إلى أكبر قدرٍ من الجمهور المستهدف.
ولم يتوقف العمل عند كل هذا فقط، بل واصلت الرابطة بجهود الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، العمل ساعيا من الاستفادة بالتقنيات الحديثة إلى إيصال ذلك الى المسلمين فى كافة أنحاء العالم عن طريق مشروع “تقني” و”ثائقي” ونشر فروعه حول العالم، وهو المشروع العالمي الأبرز في التعريف بنبيّنا الكريم عليه الصلاة والسلام، ونشر سيرته الشريفة من مصادرها الصحيحة، بالاضافة إلى انطلاق المرحلة الثانية لمشروع “المصاحف الإلكترونية” للمكفوفين حول العالم، وهي تقنيةٌ حديثةٌ فائقةٌ، تُعَدُّ الرابطةُ أكبرَ جهةٍ تتبنّاها عالميًّا.