■ مدونة رابطة العالم الإسلامي:
من تغير المناخ إلى أزمات التعليم والصحة العقلية، إلى إنهاء العنصرية والتمييز، يستغيث الأطفال بصوت عالٍ لعلهم يجدون استجابة من الكبار لتأمين مستقبل أفضل لهم. وقالت منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة إن الأطفال يتخذون موقفًا من أجل «عالم أكثر مساواة وشمولًا» للجميع، موجهة سؤالها إلى الكبار: ما الذي ستفعله أنت؟.
وتحتفل اليونيسيف، في العشرون من نوفمبر من كل عام باليوم العالمى للطفل، وهو اليوم السنوى الذي تنظمه المنظمة الأممية، وذلك لحث الأطفال على العمل لما يعود بالنفع عليهم، داعية العالم إلى ضرورة الاستماع إلى أفكارهم ومطالبهم.
كما احتفلت رابطة العالم الإسلامي بهذه المناسبة وجددت الرابطة التزامها بجهود رعاية الأطفال في المجتمعات الضعيفة، ومناطقِ النزاع واللجوءِ، ودعم فرصهم في الحياة الكريمة وتحقيق تطلعاتهم في المستقبل.
ويصادف يوم 20 نوفمبر، يوم الطفل العالمى، الذكرى السنوية لتبنى اتفاقية حقوق الطفل، والتى توفر مجموعة من المعايير العالمية، التي يجب أن تلتزم بها جميع دول العالم، والتى تشمل مبدأ عدم التمييز ومصالح الطفل الفضلى كاعتبار أساسى في جميع الإجراءات المتعلقة بالأطفال؛ وحق الطفل في التعبير عن آرائه بحرية، وبشكل أساسى حق الطفل الأصيل في الحياة.
وأعربت رابطة العالم الإسلامي عن جزعها لاستمرار الأطفال في دفع ثمن باهظ للعنف والنزاعات، مشددة على ضرورة أن تلتزم الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الطفل بحماية الأطفال في حالات النزاع والعنف وضمان حقهم في الحياة وحرية التعبير. وشددت على ضرورة احترام حق الأطفال في الحماية من العنف في جميع الأوقات، ومن قِبَل جميع أطراف النزاعات، واعتبار العنف ليس حلًّا على الإطلاق. ويشكل الأطفال الفئة «الأشد ضعفًا»، والتى تقف على الخطوط الأمامية للأزمة المناخية، التي تعصف بهم وبمستقبلهم وتهدد أمنهم الغذائى والصحى بسبب الأمراض الناجمة عنها.
ويستمر الضرر الذي يسببه المناخ على الطفولة مدى الحياة ويديم ويعمق عدم المساواة والفقر عبر الأجيال، فضلًا عن أعمال العنف والقتل التي تتفشى أثناء الصراعات المسلحة ويدفع الأطفال فواتيرها باهظة من دمائهم واستقرارهم.
ويواجه الأطفال المستضعفون خطرًا أكبر، إذ تواجه الأسر الأشد فقرًا صعوبة أكبر في تحمل الصدمات، حيث ظل الأطفال الأشد ضعفًا يخسرون منازلهم وصحتهم وتعليمهم، وبما أن تغير المناخ يجعل الأزمات أكثر شيوعًا، فإن ذلك يجعل التعافى منها أكثر صعوبة.
الأطفال هم الفئة الأقل مسؤولية عن تغير المناخ، إلا أنهم يتحملون العبء الأكبر لتأثيراته، حسب اليونيسيف
ويؤدى الجفاف والتغير العالمى في نسق سقوط الأمطار إلى فشل المحاصيل وزيادة أسعار الأغذية، مما يعنى انعدام الأمن الغذائى والحرمان من الأغذية للفقراء، وهذا قد يؤدى إلى تأثيرات تمتد مدى الحياة، إضافة إلى تدمير سبل العيش، وزيادة الهجرة والنزاعات، وكبح الفرص للأطفال واليافعين.
وأكد التقرير أن الأطفال هم الأكثر عرضة للأمراض التي ستزداد انتشارًا نتيجة لتغير المناخ، مثل الملاريا وحمى الضنك، حيث يتحمل الأطفال دون سن الخامسة قرابة 90 في المائة من عبء الأمراض التي يمكن عزوها إلى تغير المناخ. وأكد تقرير اليونيسيف أن مسببات تلوث الهواء هي نفسها ما تتسبب في تغير المناخ، ويعيش حوالى مليونى طفل في مناطق تتجاوز فيها مستويات تلوث الهواء المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، مما يجبرهم على تنفس هواء سام ويعرّض صحتهم وتطور أدمغتهم للخطر. ونبه إلى أن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة يُتوفون سنويًا لأسباب متعلقة بتلوث الهواء، متوقعًا أن يصاب عدد أكبر منهم بأضرار دائمة تلحق بنمو الأدمغة والجهاز التنفسى. ويظل مرض التهاب الرئة من الأمراض المُعدية الرئيسية المسببة للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، إذ يودى بحياة ما يصل إلى 2400 طفل يوميًا.
وترتبط وفيات الأطفال الناجمة عن التهاب الرئة ارتباطًا قويًا بنقص التغذية، ونقص المياه المأمونة والصرف الصحى، وتلوث الهواء داخل البيوت، ونقص إمكانية الحصول على الرعاية الصحية، وجميع هذه التحديات تتفاقم من جراء تغير المناخ. هذه هي المرة الأولى التي سينشأ فيها جيل عالمى من الأطفال في عالم أكثر خطورة بكثير وأقل يقينًا، وذلك نتيجة لتغير المناخ والتدهور البيئى.
وثيقة مكة المكرمة أوْلَت الطفولةَ جانباً مهمّاً من العناية ورسّخت في بنودها حقوق الطفل وإناطتها بالأطراف المسؤولة تجاهه
في العام الماضى، قدّر مؤشر اليونيسيف للمخاطر المناخية للأطفال أن 400 مليون طفل، أي ما يقرب من طفل واحد من كل 6 أطفال على مستوى العالم، معرضون حاليًا للأعاصير بشكل كبير. بينما يفتقر قرابة 785 مليون شخص إلى خدمات المياه الأساسية، وبحلول عام 2040، من المتوقع أن يعيش 600 مليون طفل في مناطق يتجاوز الطلب على المياه فيها كمية الموارد المتوفرة. وتوقعت المنظمة أن يؤدى تغير المناخ إلى تفاقم انعدام المساواة التي يواجهها الأطفال أصلًا، وسيعانى أجيال المستقبل.
يذكر أن «مبادرة اليوم والغد» التي أطلقتها المنظمة أثناء قمة كوب 27 وضعت حلًا متكاملًا بشأن تمويل تغير المناخ، قائلة إنها تجمع لأول مرة بين تمويل برامج المرونة الفورية المعنية بتغير المناخ ووقاية الأطفال من المخاطر في عالم اليوم، والاستخدام المبتكر لتمويل تحويل المخاطر الذي توفره سوق التأمين لكوارث الأعاصير مستقبلًا. وتم تصميم منصة التمويل المشتركة بهدف مساعدة البلدان على معالجة الآثار الحالية والمتزايدة لأزمة المناخ أثناء الاستعداد لحالات الطوارئ المستقبلية والاستجابة بسرعة لها عند حدوثها.
وفى تقرير آخر، أكدت اليونيسيف أن الأطفال هم في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ.
وقالت: «يواجه حوالى 559 مليون طفل حاليًا تواترًا مرتفعًا لموجات الحر، كما يتعرض حوالى 624 مليون طفل لواحد من مقاييس الحرارة المرتفعة الثلاثة الأخرى طوال مدة موجات الحر، أو الشدة العالية لموجات الحر، أو درجات الحرارة المرتفعة بشدة».
وأضافت: «من المتوقع أن يواجه جميع الأطفال على كوكب الأرض أكثر من بليونى طفل موجات حر أكثر تواترا بحلول عام 2050، وهذا بصرف النظر ما إذا كان العالم سيتبع سيناريو الانبعاثات المنخفضة للغازات الدفيئة، إذ يرتفع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.7 درجة مئوية بحلول عام 2050، أو سيتبع سيناريو الانبعاثات الكبيرة جدا للغازات الدفيئة، إذ يرتفع معدل درجات الحرارة العالمية بمقدار 2.4 درجة مئوية بحلول عام 2050. ونبهت المنظمة إلى أن هذه النتائج تشير إلى الحاجة الملحة لتكييف الخدمات التي يعتمد عليها الأطفال، إذ تتوالى تأثيرات الاحترار العالمى التي لا يمكن تجنبها، كما تشكل هذه النتائج حجة بشأن الحاجة إلى تحقيق تقليص أكبر في الانبعاثات لمنع التأثيرات الأسوأ للمقاييس الأخرى لارتفاع الحرارة.
وتوقعت المنظمة أن يتعرض ملايين الأطفال الإضافيين إلى موجات حر ذات شدة عالية ودرجات حرارة مرتفعة بشدة وذلك بناء على درجة الاحترار العالمى التي سيبلغها العالم. وسيواجه الأطفال في المناطق الشمالية الزيادات الأكبر في الشدة العالية لموجات الحر، فيما سيواجه زهاء نصف الأطفال في إفريقيا وآسيا تعرضًا مستمرًا لدرجات الحرارة المرتفعة بشدة بحلول عام 2050.
اليونيسيف تشيد بدور رابطة العالم الإسلامي فى العمل على رعاية الأطفال في افريقيا
■ ضحايا الصراعات
يواجه الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفاعا جديدا في أعمال العنف، حسب التقرير الذي أصدرته يونيسيف تمهيدًا للاحتفال بيوم الطفل العالمى.
وأشادت اليونيسيف: بدور رابطة العالم الإسلامي فى العمل على رعاية الأطفال الذين يعانون من الآثار المدمرة للنزاعات التي طال أمدها، والعنف المجتمعى، والذخائر المتفجرة ومخلفات الحرب، والاضطرابات السياسية والاجتماعية الموجودة في العديد من الدول.
كما أشادت بالدور الكبير الذى يلعبه أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، من مشاريع رعوية وتنموية في السودان، وغانا، وتنزنيا، والصومال، وارترتيا.
وأشادت المنظمة بموقف رابطة العالم الإسلامي من تقديم الدعم للقارة الافريقية بالرعاية والاهتمام الدائم والمستمر لها.
رابطة العالم الاسلامي تؤكد عزمها على مواصلة جهودها التاريخية في إفريقيا وصولاً إلى عمل إنساني تنموي منظم ومستدام
ففي 3 يونيو 2019 قام أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى بتدشين حزمة من المشاريع الرعوية والتنموية في غانا شملت برامج صحية وتعليمة ورعاية الأيتام والسلال الغذائية والمياه كذلك تم تدشين حملة طبية كبرى لمكافحة أمراض العيون التي تستهدف علاج مئات المستفيدين حيث تأتي ضمن المشروع الطبي لمكافحة العمى في القارة الإفريقية الذي تعمل عليه رابطة العالم الإسلامي.
كما افتتح الدكتور العيسى أحد أكبر المساجد التي أنشأتها الرابطة لخدمة المسلمين في غانا، الذي تم تجهيزه لخدمة الآلاف من أبناء الجالية المسلمة وتقام فيه صلوات الجمع والأعياد.
وتعتبر هذه المشروعات امتداداً لسلسلة متواصلة من البرامج والمبادرات التي تقدمها رابطة العالم الإسلامي في قارة إفريقيا، انطلاقًا من إيمانها بدورها الإنساني العالمي في الوقوف مع الفقراء والمتضررين في بلدانهم، وتحقيقاً لشعارها الإسلامي “في كل كبد رطبة أجر”، وتعزيزاً لحضورها وتأثيرها الإيجابي الممتد في القارة الإفريقية، وترسيخاً لتحالفاتها واتفاقاتها المستمرة منذ عقود طويلة مع الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية.
كما تؤكد الرابطة عزمها على مواصلة جهودها التاريخية في إفريقيا وصولاً إلى عمل إنساني تنموي منظم ومستدام. وتركز رابطة العالم الإسلامي في عملها على التنسيق مع الجهات الحكومية في الدول المستهدفة ببرامجها.
«رابطة العالم الإسلامي» وحماية الأطفال النازحين في نيجيريا
وقف وفد من رابطة العالم الإسلامي على منجزات مشروع حماية الأطفال النازحين في مخيمي «باما» و«جوبيو» شمال شرقي نيجيريا، والذي نفّذته الرابطة بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وذلك على أثر الاتفاقية التي وقّعها الجانبان لدعم الاستجابة الإنسانية في كل من نيجيريا واليونان.
وأكد محمد الجعيد، المدير العام للإنتاج الإعلامي رئيس وفد الرابطة، اعتزاز رابطة العالم الإسلامي بشراكتها الوثيقة مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصولاً إلى تحقيق أهدافها الإنسانية السامية في دعم ومساندة وحماية هذه الشريحة الأكثر ضعفاً وحاجة.
ونوه في الوقت ذاته بجهود المفوضية التي أخذت على عاتقها هذه القضية الإنسانية الملحة، فكانت دائماً صوت اللاجئين والنازحين الذي يضع معاناتهم على قائمة الاهتمام والدعم الدولي، واليد الممدودة لرعايتهم وحمايتهم والأخذ بيدهم لتخطي هذه المرحلة الصعبة من حياتهم.
من جانبه، عبَّر خالد خليفة مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي، عن تقديره للشراكة مع رابطة العالم الإسلامي، والتزامها بدعم الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين داخلياً وطالبي اللجوء والعائدين من أوضاع النزوح والمجتمعات المضيفة.
وأضاف خليفة: «نحن ممتنون لرابطة العالم الإسلامي، وواثقون بأن هذه المساهمة سيكون لها أثر إيجابي ملموس على حياة الأشخاص الأكثر ضعفاً، وستدعم جهود المفوضية الهادفة إلى مساعدتهم في إعادة بناء حياتهم».
يُذكر أن الاتفاقية الموقّعة بين رابطة العالم الإسلامي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تنقسم إلى جزأين، تموِّل الرابطة في الجزء الأول مشروعات عدة تنفذها المفوضية في جنوب وشمال شرقي نيجيريا، يستفيد منها أكثر من 20 ألف شخص بين لاجئ ونازح داخلي، إضافة إلى العائدين من أوضاع النزوح، وأفراد من المجتمعات المضيفة، بهدف معالجة آثار الصراع على الأطفال ومقدمي الرعاية لهم، ورفع التوعية حول حقوق الأطفال.
وتتضمن المشروعات دعم قطاع التعليم؛ كإنشاء الفصول الدراسية والمساحات الآمنة للأطفال، إلى جانب تحسين جودة التعليم وتوفير المواد اللازمة، علاوة على مشروعات لتأمين المأوى لأسر اللاجئين، خصوصاً المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة أو الأسر التي تعولها نساء.
أما الجزء الثاني من الاتفاقية، فيشمل دعم رابطة العالم الإسلامي لآلاف اللاجئين وطالبي اللجوء في اليونان، بهدف مساعدتهم على الاندماج في المجتمع اليوناني من خلال توفير فرص التوظيف وكسب العيش، ومعالجة التحديات المتعلقة بإصدار المستندات الضرورية لتسهيل حصولهم على الخدمات الأساسية، إضافةً إلى العمل بالشراكة مع السلطات المحلية والقطاع الخاص لضمان دمج اللاجئين في مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، كما سيشمل الدعم تنظيم أنشطة بناء القدرات لتمكين اللاجئين وطالبي اللجوء من تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأقرانهم بلغاتهم الأم.
■ يوم الطفل
جرى إعلان يوم الطفل العالمى في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يحتفل بها في 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم.
وأوْلَت وثيقة مكة المكرمة الطفولةَ جانباً مهمّاً من العناية، ورسّخت في بنودها حقوق الطفل وإناطتها بالأطراف المسؤولة تجاهه.
ويعتبر هذا التأريخ للاحتفال بالطفل مهمًا، لأنه اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959. ومنذ عام 1990، يحتفى باليوم العالمى للطفل بوصفه الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل وللاتفاقية المتعلقة بها. ويكتسب يوم 20 نوفمبر أهميته، لأنه اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959.