قال الشيخ محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى رئيس هيئة علماء المسلمين: “لقد صار فى عالمنا للأسف حروب قديمة وحديثة ولكن ما أحسن أن نقابل ذلك بالفئل الحسن فديننا هو دين السلام والجنة دار السلام وتحيتنا هى السلام ونختم صلاتنا بالسلام”، لافتا الى أن وثيقة المدينة المنورة التى وقعها النبى مع كافة التنوع الدينى، فلم يبدأ الإسلام الحرب مطلقا.
وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للملتقى التاسع لمنتدى أبوظبى للسلم، والذى يعقد تحت عنوان “عولمة الحرب وعالمية السلام المقتضيات المشتركة”، أن صناع السلام لا يكتفون بالمحاضرات لكنهم يتحركون بهمتهم العالية الى أثر ملموس ينفع الإنسانية، فلم يعد عالمنا فى حاجة الى مزيد من الشتات والصراعات، ومواجهة ذلك مسئولية الجميع حكومية وأهلية وفردية، وكم من حروب قامت بإسم الأديان والأديان منها براء، ولا يوجد نص دينى يحرض على اندلاع الحروب بل هى تفسيرات خاطئة وعدم فهم مقاصدها عمدا أو جهلا.
ويعقد منتدى أبوظبى للسلم، الملتقى التاسع فى الفترة من 8 -10 نوفمبر، حيث تتصدر التحديات الكبرى التى تواجه البشرية اليوم، جدول أعماله، والذى يقام برعاية من الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولى، وبتوجيه من الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس “مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي”، رئيس “منتدى أبوظبى للسلم”، والذى يقام تحت عنوان “عولمة الحرب وعالمية السلام المقتضيات المشتركة”.
وتتركز أعمال الملتقى التاسع على تقديم مقاربات فكرية عقلانية، تجمع النظر الفلسفى والبعد العملى لاستنهاض الضمير الأخلاقى واستثارة بواعث الخير فى الوجدان الإنساني؛ بغرض تعزيز جهود السلم والتسامح لتجنيب الإنسانية شر الحروب والنزاعات العنيفة وعواقب تغير المناخ والتلوث البيئى والجوائح الصحية ونقص الغذاء وخطر المجاعات فى الدول النامية خاصة.
ويحاول الملتقى التاسع لمنتدى أبوظبى للسلم أن يكون وقفة أخلاقية ودينية، تحول دون الانزلاق إلى حروب عدمية؛ وقفة فكرية يبرز من خلالها المشاركون قيمة السلام وخطورة استباحة العصمة الآدمية؛ وقفة حكيمة ترشد الطاقات البشرية والطبيعية فى مجالات البيئة والصحة والغذاء.
وتستدعى التحديات التى يناقشها الملتقى وهى تحديات الأمن والصحة والبيئة والغذاء تقديم مقاربات ورؤى إبداعية، تعالج نزغات الحروب فى العقول ونزعاتها فى النفوس؛ قبل أن تتحول إلى أفعال تهدد الإنسان والعمران بخطر التدمير والفناء. وذلك من خلال اعتماد أسلوب الحوار فى حل المشكلات وفض النزاعات؛ باعتبار أن حال البشرية كحال ركاب السفينة الواحدة، يشتركون فى وحدة المسار والمصير، ولا نجاة لأحد؛ إلا بحس المسؤولية المشتركة.
ويتناول الملتقى التاسع بشكل خاص إمكانات وتحديات التعاون والشراكة الدولية؛ من أجل تعزيز وترسيخ قيم السلم العالمى وبناء عالم أفضل لجميع البشر، وسيكون الملتقى خيمة مفتوحة لتبادل الآراء والخبرات بين الفاعلين فى حقل السلم والتسامح، وفرصة لسبر آفاق التعاون؛ من أجل نشر قيم السلم والتعايش والتضامن حول العالم.